سابعاً: استخدام الجن في معرفة العائن وفي معرفة الساحر أو السحر، أيضاً استخدام بعض الحركات لمعرفة العين والساحر ومكان السحر، هذا كله من الشعوذة، الجني المتلبس بالإنسي دائماً يريد أن يتخلص، فمن أجل أن يتخلص يقول لك: هذا الرجل عانه فلان، قد يكون أحياناً من أهل بيته، من عمومته، من جيرانه، من أصدقائه، من أجل أن يتخلص الجني، فمع الأسف الراقي يجزم ويخبر المرقي ويقول: ابن عمك أو فلان صديقك الذي جلس معك في المكان الفلاني هو الذي سحرك أو هو الذي عانك، فتحدث قطيعة، بل في بعض الأحوال حصل فيها قتل، راق جزم أن فلاناً هو الساحر فصدق المرقي وذهب وأحدث فتنة، وكم حدث من تشتيت الأسر والعداوات بين المؤمنين من الأقارب والجيران وغير الأقارب والجيران ما لا يحصى.
الجن تكذب، وأنت لا تستطيع أن تزكي كثيراً من الإنس الذين حولك، فكيف تزكي جنياً غيبياً ما تعرف حاله، ولا يمكن أن تتوصل إلى حاله؟! الجن غيب خالص، ولا تدري من الذي يتحدث معك، ولا ماذا يقول، أحياناً يكون هسترة من المريض ما هو جني.
إذاً: هذه من الأشياء الخطيرة عند كثير من الرقاة.
فعلى أي حال الكلام في هذا يطول، لكن أقول: الأسباب المشروعة وافية وكافية، والله عز وجل أغنانا بها عن الأسباب غير المشروعة، وإن تعلقت بها قلوب بعض الناس، وإن انتحلها وتعلق بها بعض الرقاة، فهي لا خير فيها، والله عز وجل جعل لنا من المشروع ما هو سبب كاف، ولا شك أننا إذا اتقينا الله، وترسمنا خطى الشرع، وعملنا بفقه من الدين، وإذا تعاون الرقاة والمحتسبون في الرقية مع طلاب العلم المتخصصين ومع العلماء وصارت هناك مرجعية لضبط الرقية فسنجد خيراً كثير، ولا حاجة إلى تعليق الناس بالأسباب غير المشروعة، بل بالأسباب المشكوك فيها، قد يقول بعض الناس: إن هذه أسباب تتراوح عليها الفتاوى، نعم قد يكون بعضها فيها فتوى، لكننا مع ذلك نجزم أنها من أسباب انصراف الناس عن الأسباب المشروعة البحتة، ففي الحلال القطعي غنىً عن المشتبه.
هذا وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.