ثالثاً: استعمال حركات زائدة عن المشروع، وهذه أيضاً من عبث الجن والشياطين بالرقاة، يعني: الآن إذا تأملت كثيراً من الرقاة الذين عندهم تجاوزات تجد أنه يمارس حركات لا أصل لها، النفث له أصل، وضع اليد على موضع المرض إذا لم يكن عورة هذا له أصل، لكن استعمال حركات ليس لها دليل شرعي ولا عقلي ولا علمي وهذا نوع من الدجل والشعوذة، وإن قال به بعض خيار الرقاة؛ لأنهم وقعوا في زلة، هذا يلوي العنق، وهذا يضع عينه بعين المريض، وهذا يلوي اليد من الخلف، وكأنه يمارس معه رياضة شاقة، وآخر يضرب ضرباً عنيفاً، وغيره يستعمل الصراخ والعويل، وكأنك في مجلس شياطين ما كأنك في مجلس مسلمين، ولقد سألت كثيراً من الرقاة عن هذا الفعل، فقال: أنا وجدت هذه الحركة تدلني على المرض أو السحر أو موطن العلة عند المريض، نقول لهذا وأمثاله: يا أخي! حتى لو دلتك هذه الحركة على المرض فهذا دليل على أنه عبث بك الجن والشياطين، فهم جعلوا هذه دلالة.
وآخر ينظر إلى العرق الفلاني، وآخر يضرب على هامة المريض، وآخر يضربه بأداة ضرب وكأنه يجلده جلد حد، كل هذه تجاوزات وإن كان فيها بعض الفوائد الظاهرة فهي من باب الابتلاء، كما أن المشركين وأهل البدع يستفيدون من بعض بدعهم، ويجدون أنها جلبت لهم منافع ودفعت عنهم مضاراً، لكنه ابتلاء يخسرون دينهم وعقيدتهم.
فأقول: يا أخي الراقي! ويا أخي المرقي! لا تخسر دينك، الله عز وجل جعل في باب الحلال غنية، لا أقول: لا ترتقي، بل إذا احتجت إلى الرقية فلك أن ترتقي، وحديث: (الذين لا يسترقون) هذا ليس له علاقة بعموم المسلمين، ما يجوز أن نجعله سبب حجب للناس بألا يرتقوا، النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه ورقاه جبريل ورقته عائشة رضي الله عنها لما عجز، وإن كان لم يطلب الرقية، لكن هذه سنة من سنن الهدى، لكن مع ذلك ما يصاحب الرقى وما يحدث من بعض الرقاة من هذه الحركات يجب الابتعاد عنه والنصح فيه.
إضافة إلى ما يحدث من بعضهم من وضع التهويلات، من إطفاء الأنوار، أو جعل الأنوار خافتة، ووضع الستور، أو جعل باب وراء باب، ما معنى هذا؟ يقول: أجد له أثراً نفسياً على المرضى، نقول: هذا أثر شيطاني على المرضى ما هو أثر نفسي، ليس من أثر الرقية أن تضع للناس بابين باباً داخلياً وباباً خارجياً، أو أنك تجعل نوراً خافتاً أخضر أو أحمر، أو تجعل ستائر وكأنك من كبار الدجالين الذين يوهمون الناس أن هناك أشياء لها اعتبار، وتجعل في قلوبهم خشية من الموقف؟! هذا كله من الدجل ومن الشعوذة، وإن عمل فيه بعض الصالحين فهو نوع من الأمور التي استدرجهم فيها الجن والشياطين.
إذاً: الاستدلال بالإشارات والحركات التي لم يرد بها الشرع هذا أمر لا أصل له، ويجب الابتعاد عنه من الراقي والمرقي.
من ذلك أيضاً: استعمال الكهرباء، الحقيقة استعمال الكهرباء ما لم يكن بطريقة علمية تحت إشراف طبيب متخصص فإنه نوع من الدجل، وضرره أكثر من نفعه، نعم قد تكون للراقي والمرقي فائدة من باب الابتلاء، لكنها سبب غير مشروع، ما دام أن الأطباء يرون أن استعمال الكهرباء لاستخراج الجن خطأ فهذا لا يجوز استعماله، إلا بطريقة علمية مدروسة مأمونة.