ثامناً: التداوي بالأدوية بعد الرقية والأدوية الشرعية، لابد من تناول الأدوية الطبيعية؛ لأن أكثر الأمراض التي يلجأ فيها الناس إلى المشعوذين والسحرة والدجالين وغيرهم هي أمراض تعالج بعلاج طبيعي، الطب الحديث والطب الشعبي إذا كان على أيدي ثقات مجربين.
أحياناً بعض الأمراض تحتاج إلى زيادة تشخيص ولا يمكن علاجها إلا عن طريق الطب النفسي، ولا حرج في هذا، من الظواهر غير السليمة في مجتمعنا نفورهم من العلاج والنفسي ومن العيادات النفسية، وهذا غلط، أغلبهم يلجأ إلى الكهنة والسحرة والدجالين ولا يلجأ إلى العيادة النفسية عند طبيب مسلم ثقة؛ للناس مفاهيم خاطئة عن العلاج النفسي يظنون أن العلاج النفسي يعني الجنون، هذه نظرة رديئة عند الناس، وهذا غلط، كذلك كثير من المرضى يظن أن العلاج النفسي إذا تناوله المريض لا يمكن أن يستغني عنه، وهذا غير صحيح، بل يقول الأطباء النفسيين الثقات: إن أغلب علاجات الأمراض النفسية ليست من النوع الذي يعتاده المريض، وأنه بإمكانه إذا شفي أن يستغني عنه، لكن الناس توهموا غير ذلك.
فأقول: لا مانع للإنسان إذا رقى وبذل الأسباب وما وصل إلى نتيجة، أو بقي آثار المرض لا مانع أن يزور العيادة النفسية؛ لأن هذا التداوي مما أباحه الله عز وجل، ومن الذي يحرمه؟ خاصة إذا أثر المرض على عبادة الإنسان ودينه، فلا يجوز له أن يتردد أو يحجم عن زيارة الطبيب النفسي، ولو أن الناس تركوا هذا الوهم الذي عندهم أرى أنه يمكن علاج كثير من الأمراض بإذن الله عن طريق العلاج النفسي والعيادات النفسية، ثم إن كثيراً من الأمراض والحالات النفسية والعقلية والقلبية والعضوية قد يكون سببها مرضاً عضوياً آخر كما هو معلوم، فلا داعي للعجلة في تفسيرها بأنها سحر أو عين، وتوهيم الناس بذلك؛ لأن هذا يوقع في بذل الأسباب غير الشرعية.
نسأل الله للجميع العافية والسلامة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.