سادساً: الاحتساب والتعاون في علاج مثل هذه الأمور كثير من المسلمين خاصة في المدن مع الأسف الناس كل واحد مشغول بحاله، لا يعرف حال صديقه ولا جاره ولا قريبه، وهذه ظاهرة سيئة في الحقيقة، فيمرض المريض فلا يجد من يهتم به، وربما يقع السحر ويفتك بالناس، أو تقع العين وتفتك بالأسر بحيث تفرق بين الزوجين وبين الأقارب، وأقاربهم يتفرجون، مع أنه بإمكان كثير من الناس علاج هذه المشكلات، لو تصدى لها من يكون فيه الاحتساب والقدرة، خاصة ما يتعلق بالفرقة بين الزوجين وبين الأقارب، نجد أن مسألة الاحتساب من أقارب المختلفين قليلة، فيجب على الناس أن يتعاونوا، فإذا حدث خلاف بين زوجين فيجب على أقاربهما أن يسعوا للإصلاح، لا تترك القضية تفسد بين الفريقين وتصل إلى القضاء، أو تصل إلى الفراق الذي يشتت الأسرة والأبناء والبنات، ويوقع الناس في أمور تفتك بالمجتمع كله وليس فقط بهذه الأسرة.
فإذاً: من أهم العلاج أن يحتسب الناس فيتعاونوا ويهتموا -خاصة طلاب العلم- بإصلاح أحوال الناس وبإصلاح ذات البين وعلاج المشكلات في مهدها؛ فإن ذلك يجعل الله فيه الخير الكثير، وإصلاح ذات البين من أعظم أبواب الخير وأبواب البر التي نسيها الناس اليوم، لكن أن تفتك المشكلات بالأسر والأقارب والجيران ومن يهمهم الأمر وحتى من طلاب العلم الذين يجب أن يعنوا بأمور مجتمعهم تجدهم يتفرجون، إن جاءهم الناس ولجئوا إليهم ربما يساعدونهم وقد لا يساعدونهم فهذا خطأ.