بعض الرقاة يستعملون التخييل هداهم الله، وهؤلاء يجب أن يفرقوا بين التخييل وبين الاتهام.
النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة وأخبروه بأن فلاناً أصابته عين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تتهمون)، كل يفهم بكلمة (من تتهمون) أن الناس ينبغي أن يستعيدوا في أذهانهم إذا كان هناك أحد تكلم في هذا الشخص، أو غبطه على شيء، أو مدحه في مجلس، أو قال ما يصرف أو يلفت النظر إليه، هذا حق، ولا مانع أن الناس يتذكرون وقائع حقيقية، لكن النقطة الأخرى التي يعمل بها كثير الرقاة، وهي نقطة شيطانية وهي: تخيل، ما معنى تخيل؟ ثق أنه بمجرد ما يتخيل الإنسان يقوم الجني الذي هو القرين ويلبس عليه، والشياطين والجن يحضرون الإنسان، فبمجرد ما يتخيل يلبسون عليه، وأكثر ما يعبث بالإنس من الجن فسقة الجن، فالفاسق طبيعي أنه يكذب ويفجر، فمن هنا إذا طلب الراقي التخيل قام الجني ووضع في خيالك أحد الناس من قريب أو صديق أو بريء من الأبرياء، فتقول أنت للقارئ مثلاً: والله توهمت خالتي فلانة، يقول: نعم، إذاً: هي التي عانتك، فتقع القطيعة وفساد القلوب واختلال الوشائج بين الناس، وهذا حصل كثيراً، وتوجد إلى الآن مشكلات كثيرة بين المجتمع من آثار هذه الطريقة.
يا أخي! عندما تقول: تخيل، ما عندنا دليل شرعي ووحي من السماء يضمن لنا أن هذا الخيال حق، من الذي يضمن؟ والحقائق لا تثبت بها حقوق ولا حدود إلا بشهود ثقات، وبإجراءات معينة يعرفها أهل الشرع، فكيف بالتخييل؟! إذاً: من أعظم ما يحدث في ربط الناس بالسحر والشعوذة خطأ بعض الرقاة في مثل هذه الأمور، نعم هذه الأمور قد يعمل بها بعض الصالحين من الرقاة، لكن أقول: هذه زلات منهم، وينبغي تنبيههم لذلك، أقول: هناك فرق بين التخييل وبين الاتهام، الاتهام وارد؛ لأن العين حق كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، والإنسان لا مانع إذا ترجح له أن فيه عيناً أن يأخذ شيئاً من أثر العائن فيتداوى به؛ لذلك لا مانع من أن يتصور أو يتذكر من يتهم، أما مجرد الخيال، فالخيال لا يأتي إلا بأوهام الشيطان.