ثانياً: يعتمد السلف في تقرير العقيدة على الصحيح الثابت، فلا يعتمدون على الضعيف ولا الموضوع، ولا على الحكايات، أو الكرامات، أو الكشوف، أو الوجد، أو الذوق، أو العقليات والظنون، ولا على العلوم الطبيعية والمقاييس ونحوها؛ لأن هذه الأمور تتعلق بعالم الشهادة، والدين في أصوله وقواعده يعتمد على الغيب البحت، والغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل.
والعقول البشرية قد تدرك العمومات، لكن لا تدرك التفاصيل ولا تهتدي إلى ما يرضي الله عز وجل على جهة التفصيل، والعمومات لا توصل إلى ما يريده الله عز وجل، فلذلك أرسل الله الرسل وبعث النبيين؛ لتقوم بهم الحجة.
إذاً: يقوم أساس منهج السلف على الاعتماد على الصحيح الثابت؛ ولذلك تميز منهج السلف بالعناية بالإسناد، وهذا لم يوجد في أي فرقة من الفرق التي خالفت السنة والجماعة أن تعتني بالإسناد، وإن عنيت ربه فعلى مناهج مختلة، ولا تعنى به أيضاً إلا عندما تريد أن تستدل بدليل للاعتضاد لا للتأصيل.
فالسلف منهجهم فيما يتعلق بالحديث يكون معتمداً على الإسناد والرواية، أما القرآن فقد تكفل الله بحفظه.