أن كثيراً من أصول الإسلام غلطة ارتكبها المسلمون

ثالثاً: من أصول العقلانية التي قال بها المستشرقون وتأثر بها كثير من المسلمين، وهي التي يروجها العلمانيون الآن: دعوى أن كثيراً من أصول الإسلام إنما هي غلطة ارتكبها المسلمون يجب ألا تتكرر، فمثلاً يقولون: الجهاد بالسيف عنف، فارتكبه المسلمون باجتهاد منهم، وهذه غلطة تاريخية يجب ألا تتكرر.

هذا هو الذي عليه غالب المثقّفين المسلمين الآن، وهو التوجه الذي يضرب عليه العلمانيون والحداثيون، يسخرون من الجهاد ويسخرون من استعمال السيف لإعلاء كلمة الله.

رابعاً: قال المستشرقون: إن الرق استعباد للبشر، مع أنهم يفهمون معنى الرق في الإسلام، الرق في الإسلام هو ارتكاب أخف الضررين، ومعناه: أن أهل الكتاب الذين يقاتلون المسلمين ولا يرضون بدخول الإسلام ولا أن يكونوا أهل ذمة، شُرع عليهم الجهاد، فإذا تم الجهاد وبقي منهم من بقي أسرى في أيدي المسلمين، فإنه يفضّل أن يكون رقيقاً من أن يُقتل، ومعنى أن يكون رقيقاً هو أن يكون تحت رعاية المسلمين وفي خدمتهم، والإسلام كما تعرفون فتح أبواب العتق للأرقّاء، وهذا فيه فرصة لإقامة الحق والعدل بين أهل الكتاب، وفيه فرصة لمن يبقى منهم حياً ليتأمل لعله يهتدي إلى الإسلام.

على أي حال هم يرون أن الرق غلطة تاريخية يجب ألا تتكرر.

يقولون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إنه تجاوزات، فهناك أناس من المتحمسين سلكوا سلوك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعني كبت لحريات الناس والوقوف أمامهم، ويعتبرون هذه غلطة تشريعية ليست من الإسلام بشيء! وهكذا سحبوا القضية على كثير من أحكام الإسلام.

أيضاً تعدد الزوجات إنما هو رغبة للنبي صلى الله عليه وسلم، فكونه معدداً فرأى أن الأمة تعدد، والآن العلمانيون والحداثيون يضربون على هذا الوتر في صحفنا وإعلامنا، الآن يضربون على قضية المرأة، ويرون أن الأحكام التي جاءت في المرأة إنما هي أحكام جاءت عبر التاريخ كتقاليد وعادات، أو أنها غلطات تشريعية يجب ألا تتكرر.

وربما لا يقولون هذا الكلام صراحة، لكنهم يلغزّون ويلغّمون أقوالهم بما يفيدها، بمعنى أن مجرد استهتارهم بهذه الأحكام إنما هو استهتار بالدين نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015