أولاً: المستشرقون عندهم تفاوت في أفكارهم، لكن هناك قاعدة عامة تجمعهم، كلهم يرون أن أحسن ما يقال في الإسلام: إنه حركة إصلاحية عقلانية، وليس ديناً إلهياً، وإنه لم يكن منزلاً من الله وإنما هو من صنع رجل عبقري مصلح اسمه: محمد.
هذه الفكرة هي السائدة عند أغلب أجيال المسلمين في البلاد المستعمرة إلى اليوم، وهي التي سببت الانحراف في توجهات المسلمين، كذلك إذا نظرنا إلى أسباب الانحراف في أكثر الحركات الإسلامية التي ظهرت الآن وعندها نزعات عقلانية نجد أن أسباب انحرافها مقولات المستشرقين، بل إن أغلب الكتاب المشاهير كـ العقاد وطه حسين ومن نحا نحوهما ينحون هذا المنحى، لذلك نجد العقاد وغيره من الكتّاب تبعاً له كثيراً ما يُزكّز على قضية العبقرية في محمد صلى الله عليه وسلم، وله كتاب اسمه: عبقرية محمد، ولذلك أتباع المستشرقين من الكُتّاب المسلمين لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقولون: الرسول وإنما يقولون: محمد، قال: محمد، ومحمد العبقري، ومحمد المُصلح، وكأنهم أعجبهم كلام المستشرقين حينما أثنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه ثناء مبطّن، قالوا: عبقري ومصلح، لكن ما قالوا: رسول، فماذا ينفع هذا؟ هذه من شبهاتهم التي اصطادوا بها المسلمين.