جاء في الصحيحين أن خالد بن الوليد حدثت بينه وبين عبد الرحمن بن عوف خصومة، فاشتد خالد بن الوليد على عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف سادس ستة، أو سابع سبعة أسلموا، فهو من السابقين إلى الله جل وعلا وإلى الإسلام, وكان خالد متأخراً في الإسلام، وهو سيف الله المسلول على أعداء الله، رضي الله عنه وأرضاه, وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (واستلم الراية سيف من سيوف الله فتح الله على يديه) ولذلك قال له ملك الروم: أأنزل الله لك سيفاً من السماء تقاتل به فلا تهزم أبدا؟ هذا خالد بن الوليد الذي قال فيه عمر -هو يبكي بعدما نحاه-: والذي نفسي بيده إن أبا بكر كان أعرف بالرجال مني, لأنه أنزل خالداً من مكانة هو يترقي إليها في عهد عمر، وأمر أبا عبيدة بن الجراح على المدينة التي فتحها خالد.
فـ خالد بن الوليد له مكانة عند الله جل وعلا، وعند رسول الله، وعند صحابة رسول الله، لكنه اشتد على عبد الرحمن والفضل كل الفضل لـ عبد الرحمن؛ لأنه سبقه في الإسلامه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصحابي أصحابي) مع أن خالداً صاحب، ومن أجل الأصحاب، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد بذلك عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه، فقال: (أصحابي أصحابي، لا تسبوا أصحابي، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليبين الفضل لأهل الفضل، ويؤسس أصلاً لهذه الأمة لتعرف أنها لن تمكن ولن تقود ولن تسود إلا بهذا التطبيق النبوي الشريف الظاهر الجلي, فقال لـ خالد كيف تفعل ذلك مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه؟