الراجح من هذين القولين هو حرمة صيام يوم الشك، وإن رجح شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره الاستحباب، وهذا من أضعف ما يكون، لأنه مخالف لظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استدل ابن تيمية رحمه الله على ذلك بحديث لـ أم سلمة -ويعد هذا قول ثالث وإنما أدرجته مع الحنابلة لأنه تابع لقولهم- رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان ويصله برمضان)، وسنقف عند هذا الدليل قبل أن نرد على الحنابلة، فنقول: حديث أم سلمة جاء على الغالب.
فإن قالوا: خالفتم الظاهر؛ لأنه وصل شعبان برمضان، قلنا: فإن عائشة التي هي أبقى من أم سلمة وأثبت في نقل ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً إلا رمضان) فهذه دلالة على أن صيام شهر شعبان كان على الغالب.
وورد عن عائشة -وإن كان بسند فيه ضعف ولكن يستأنس به- أنها قالت: (كان يتحفظ النبي صلى الله عليه وسلم من شعبان، وكان لا يصوم رمضان حتى يرى الهلال أو يتم الشهر ثلاثين) وفيه دلالة على أنه ما صام يوم الشك، فقالوا: هذا يعضد فهم عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وفيه رد على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.