فالسنة من أشرف العلوم على الإطلاق، وكفى فخراً للسنة أنها مبينة للقرآن وتتلازم معه تلازماً إلى يوم القيامة، ولذلك حث الله الأمة بأسرها على حفظ السنة والعمل بها، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وربط الإيمان باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضاً امتحن الذين يزعمون حبه باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل إبطال العمل بعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا ممتحناً من زعم حب الله أو حب رسوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31].
وقال: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:32]، وأيضاً قال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36]، وقال جل في علاه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]، فجعل بطلان الأعمال مربوطاً ومرهوناً بعدم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
وفي المسند بسند صحيح عن العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظة بليغة فقالوا: كأنها موعظة مودع فأوصنا يا رسول الله! قال: من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ).
اللهم اجعلنا ممن يتمسك بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.