نذكر صبر صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم والدة الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة، وشقيقة حمزة، وأمها هالة بنت وهب خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في أحداث أحد عن بعض الرواة قوله: (خرجت صفية يوم أحد في طليعة النسوة اللواتي خرجن في خدمة المجاهدين ومداواة الجرحى، ولما انهزم المسلمون بعد أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات، سواء أكان النصر أم كان غير ذلك، وانفض أكثر الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق حوله سوى القلائل من أصحابه قامت صفية رضي الله عنها وبيدها رمح تضرب به في وجوه الفارين من الأعداء المشركين، وتقول لهم: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشفق عليها، فقال لابنها الزبير بن العوام: القها فأرجعها، لا ترى ما بشقيقها حمزة وقد مثل به، فلقيها الزبير فقال: يا أم! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي.
فقالت صفية: ولم؟! فقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله عز وجل قليل، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله تعالى.
وعاد الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال: خل سبيلها، فأتت صفية حمزة فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم به فدفن).