طول الدجال ولونه وصورته وشعره

في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: (رأى الدجال في منامه، ثم وصفه بأنه رجل جسيم -يعني ضخم الجسم- أحمر -يعني: أنه أبيض مشرب بحمرة- جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن من خزاعة).

وفي مسند أحمد وأبي داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج أدعج أعور أو جعد أعور مطموس العين، ليست بناتئة ولا حجراء، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم) يعني في الدنيا، فالله عز وجل ليس كمثله شيء، وهذا أول شيء يعرفه المؤمن عن ربه، ولكن ربما لا تصمد بعض القلوب أمام فتنة الدجال إذا قال لهم: هل تصدقون أني ربكم إذا أتيتكم بالآيات الفلانية التي لا يقدر عليها إلا الله؟ فيقولون: نعم، فيفعل أشياء خارقة مثل إحياء الميت وغير ذلك، فيفتنون ويغفلون عن الصفات التي جعلها الله عز وجل في المسيح الدجال مما يدل دلالة ظاهرة على بطلان دعواه، وعلى كذبه ودجله.

يقول عليه الصلاة والسلام: (إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج) الأفحج: الذي به فحج، وهو اعوجاج في الساقين أو تباعد في الفخذين، فصفاته الظاهرة كلها عيوب، فكيف يكون إلهاً؟! الله ليس كمثله شيء، ولا يعرف كيف هو إلا هو، ومع ذلك يبين النبي عليه الصلاة والسلام هذه الأوصاف مع أن حاله ظاهر تماماً، وعلى الأقل إن كان هو الله الذي يمنح الناس الجمال ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف خلق من هو أجمل منه في حين هو ظاهر بهذه العيوب الخلقية، ومنها أنه أفحج الساقين يمشي مشية الأطفال الذين يعانون من لين العظام (الكساح).

وفي صحيح ابن حبان ومسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدجال أعور، هجان أزهر، ورأسه أصلة) الهجان هو الأبيض، والأبيض هو أيضاً معنى الأزهر، وهذا لا ينافي كونه أحمر كما ذكرنا؛ لأن البياض يشرب بحمرة فيوصف أحياناً بهذا ويوصف بهذا، ومنها قولهم في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: الحميراء يعني: البيضاء.

وقوله: (ورأسه أصلة) الأصلة: هي الحية الضخمة العظيمة أو القصيرة، والعرب يشبهون الرأس إذا كان صغير الحجم وكثير الحركة بالحية.

ثم قال عليه الصلاة والسلام: (أشبه الناس بـ عبد العزى بن قطن، فإما هلك الهلك) يعني: لو كل هذه الصفات لم تنفع في تنفير الناس من دعوته، وإظهار بطلان أمره، وهلك الناس في اتباعه مع ظهور هذه القبائح في شكله (فإن ربكم ليس بأعور).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015