النوع الثاني من صور الإلحاد في الأسماء الحسنى: وصف الله تبارك وتعالى وتسميته بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران:181]، والعياذ بالله! فهذا إلحاد في أسماء الله أن يوصف الله بما يتضمن النقص، وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق الخلق!! وقولهم لعنهم الله: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:64]، وأمثال ذلك من الإلحاد في أسمائه وصفاته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وقد نزه الله نفسه عما وصفوه به من الفقر والبخل والإعياء، فالإعياء من جنس العجز المنافي لتمام القدرة، صحيح أن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، وخلق المخلوقات كلها، لكن لم يمسه أدنى تعب أو إعياء معاذ الله، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38]، لم يمسه نصب أو إعياء؛ لأن الإعياء هذا من جنس العجز الذي ينافي كمال القدرة، والفقر من جنس الحاجة من الغير الذي يتنافى مع كمال الغنى، والبخل من جنس منع الخير وكراهة الإعطاء المنافي لكمال الرحمة والإحسان والقدرة والرحمة.