قد يظن بعض الناس أن هناك نوعاً من الرؤية لا تحتاج إلى تبيين، فهي عندهم صادقة أبداً، وهي رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، نحن لا ننكر أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم حق وصدق، فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي) وفي الحديث الآخر المتفق عليه يقول صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي) لكن ينبغي أن نعلم أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم تكون حقاً إذا كانت الصورة المرئية له هي صورته الحقيقية التي كان عليها.
كيف نطبق هذا الحديث؟! إذا كان هذا الشخص يُحصي يحفظ الصفات الخلقية للنبي صلى الله عليه وسلم مثل: ملامح عينيه، ولون بشرته، وشعره، وكذا وكذا من شكله وهيئته، ورآه على صورته الحقيقية التي رآها الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فالشيطان لا يمكن أبداً أن يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية، أما إذا رئي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة غير صورته الحقيقية فالأمر ليس كذلك، فالممنوع هو أن يتمثل الشيطان بالصورة الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم.
كثير من الناس يبني خططه على أساس أنه يقول: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لي: افعل كذا وكذا وكذا، نقول: لا، لابد من التثبت ونقول له: صف لنا ملامح الشخص الذي رأيته، فإذا كانت الملامح دقيقة وواضحة بصورة تتوافق تماماً مع صفاته صلى الله عليه وسلم الخلقية فنعم، لكن لهذا ضوابط يجب الأخذ بها وسوف نذكرها.
أما مجرد أن يقول: إنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام ويقطع بأنها رؤية حقيقية، فلابد من دليل على صحة رؤياه.
إذاً: زعم الشيطان أنه هو الرسول عليه الصلاة والسلام وتمثله في صورة غير صورته لم ينفه الحديث، وهذا الاحتمال قائم وواقع، فينبغي أن نكون على حذر، كثير من الأحوال يأتينا شخص ويقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في المنام كذا ويخبر بكذا، لابد أن تكون الملامح في غاية من الدقة والوضوح مع ملامح النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا هو المنفي من قدرة الشيطان على التمثل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإلا لا نأمن أن يكون هذا من الشيطان.