أبو حامد الغزالي رحمه الله إمام بحر، وعالم متمكن له مكانته، يعد من أذكياء العالم، وأعاجيب الزمان، نال شهرة عظيمة حتى لقب بحجة الإسلام، وهو بشر كغيره يصيب ويخطئ، وقد أوغل في التصوف فخرج عن الحقيقة، وخرج في أكثر أحواله عن الطريقة، وجاء بألفاظ لا تطاق، ومعان ليس لها مع الشريعة انتظام ولا اتفاق، ومن ذلك ما جاء في كتابه إحياء علوم الدين، الذي نال شهرة واسعة، واهتماماً كبيراً من العلماء، وهو بحق يعد دستور التصوف، ففيه من الانحرافات والشطحات ما ينبغي أن يوقف عندها، وأن تبين ويحذر منها.