هناك نموذج آخر من تركيا أيضاً وهو: آغا أوغلي أحمد أحد غلاة الكماليين الأتراك يقول: إننا عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الالتهابات التي في رئاتهم، والنجاسات التي في أمعائهم! ونحن نقول له: هنيئاً لك!! ومثله لطفي السيد خصم العروبة وخصم الوحدة الإسلامية، وصاحب شعار مصر للمصريين، وصاحب النعرة الفرعونية، لن نتحدث كثيراً عن لطفي السيد، لكن أتحدث فقط عن موقف يكشف عداءه للهوية الإسلامية: كان لطفي السيد يصف نص الدستور على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة المصرية بأنه النص المشئوم!! وذكر الشيخ محمد الخضر الحسين رحمه الله تعالى شيخ الأزهر الأسبق حكاية عن رجل لم يذكر اسمه فقال: وقد وصل ببعضهم الانحطاط في هوى الأجانب، والانغماس في التشبه بهم، أن اقترح في غير خجل قلب هيئة المساجد إلى هيئة الكنائس -أي: أن نغير شكل المساجد إلى شكل كنائس- وتغيير الصلوات ذات القيام والركوع والسجود إلى حال الصلوات التي تؤدى في الكنائس! ثم علق الشيخ الخضر الحسين رحمه الله تعالى على ذلك الاقتراح بقوله: وهذا الاقتراح شاهد على أن في الناس من يحمل تحت ناصيته جبيناً هو في حاجة إلى أن توضع فيه قطرة من الحياء.
ومثلهم طه حسين عميل التغريب وداعية التبعية المطلقة للغرب، فـ طه حسين أقر كلمة قالها أحد الطلبة عنده يوماً حيث قال: لو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه! إنها هوية فرعونية! وأيضاً طالب عميد التغريب طه حسين أن نسير سيرة الأوروبيين، ونسلك طريقهم؛ لنكون لهم أنداداً، ونقول: بل ستكونون عبيداً؛ إذ لا يمكن أن يسمحوا لكم أن تكونوا أنداداً، فهو طالب أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم؛ لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يُحب منها وما يُكره، وما يُحمد وما يُعاب! ولذلك قال مستشرق يدعى ماتريون: لو قرأنا كلام طه حسين لقلنا هذه بضاعتنا ردت إلينا! ومثلهم محمود عزمي الذي كان يكره الحجاب ويمقته مقتاً شديداً يقول: سبب مقتي للحجاب مقتاً شديداً هو اعتباره من أصل غير مصري، ودخوله إلى العادات المصرية عن طريق تحكم بعض الفاتحين الأجانب، فكان حنقي على أولئك الأجانب الفاتحين الإسلاميين يزيد! إنها أزمة هوية، والقائمة طويلة، وفيها نماذج مخزية جداً، ومن رءوسهم أيضاً: سلامة موسى، ولويس عوض، وجرجي زيدان، وفرج فودة، وحسين أحمد أمين، وزكريا نجيب محمود وغيرهم، لا كثر الله سوادهم!