أول ما يقفز إلى أذهاننا من ممسوخي الهوية مصطفى كمال أتاترك الذي مسخ هوية تركيا الإسلامية بالقوة والقهر، وكان يقول كثيراً: وددت لو كان في وسعي أن أقذف بجميع الأديان في البحر! وهو الذي ألغى الخلافة الإسلامية، وكان يحسد الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد سمع مرة المؤذن يؤذن فقال: ما أعظم الشهرة التي بلغها هذا الرجل! لقد ألغى الخلافة، وعطل الشريعة، وألغى نص الدستور على أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد، وألغى المحاكم الشرعية، والمدارس الدينية، والأوقاف، وألغى الأذان باللغة العربية، وجعله بالتركية، وألغى الحروف العربية واستبدلها باللاتينية، وكان يقول: انتصرت على العدو، وفتحت البلاد، فهل أستطيع أن أنتصر على الشعب؟! فانظروا إلى هذا بمثل هذه النفسية ماذا يتوقع منه؟ لقد جاء بالعجب العجاب! نشرت الأهرام بتاريخ (15/ 2/1968م) وثيقة نقلتها عن جريدة: (صانداي تايمز) تحت عنوان: كمال أتاترك رشح سفير بريطانيا ليخلفه في رئاسة الجمهورية التركية! حتى الهوية القومية ما أخلصوا لها، وما رعوها حق رعايتها، قالت الصحيفة: إنه في نوفمبر سنة (1938م) كان أتاترك رئيس تركيا يرقد على فراش الموت، وكان يخشى ألا يجد شخصاً يخلفه قادراً على استمرار العمل الذي بدأه، فاستدعى السفير البريطاني بيرج لودن إلى قصر الرئاسة في اسطنبول، وعرض عليه أن يخلفه في منصب رئيس الجمهورية، وبلباقة رفض السفير، وأبرق إلى وزير خارجيته بما دار بينه وبين أتاترك! فانظروا إلى ممسوخ الهوية كيف يصل به الحال!