إن قياس الأمور بمقياس الإسلام أمر مهم يحفظ وحدة المسلمين، وإلا سيحل بالمسلمين -بدل التحاب والتواد الذي ينبغي أن يسود صفوفهم- التقاطع والتدابر والفتن التي تقطع ما بين المسلمين، فيتدابر المسلمون ويتنافرون ويتعادون، وقد يقتل بعضهم بعضاً، ويسبي بعضهم بعضاً، ويسفك بعضهم دم بعض، كما حدث في التاريخ الإسلامي لأسباب تافهة ليست حقيقية.
وليس معنى هذا أن نسكت على الخطأ، فنحن نحب المسلم ونذكره بخطئه، نحبه ونكره ما فيه من خطأ، ونكره ما فيه من معصية، والمسلم لا يكون صافياً في كل أحواله إلا ما شاء الله، وما أقل الرجال الذين يبلغون الكمال، فنحن نود للمسلمين الخير، ونحب لهم الخير، ونبين لهم ما فيهم من خطأ وقصور ونقصان، وننصحهم، وعند ذلك نتآلف ونتحاب ونتواد، ويصبح بعضنا رحيماً ببعض، ويصبح بعضنا ولياً لبعض، وعند ذلك تكون للمسلمين مسيرة مباركة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم