من قال إن الصفات من المتشابه يُستفصل عن مراده

Q هل هناك قول بأن الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يجوز الخوض فيه؟ وأن على هذا السلف من العلماء السابقين كأمثال ابن حجر والنووي وصلاح الدين، فما وجهة صحة هذا القول؟

صلى الله عليه وسلم إذا كان معنى المتشابه: هو أننا لا نعرف حقيقة الصفات فهذا الكلام صحيح، فنحن نعرف أن للملائكة أجنحة، ولكننا لا نعرف حقيقة أجنحة الملائكة، وأيضاً فإن الجنة فيها ثمار وعنب ورمان وفواكه ذكرها القرآن ونحن لا نعرف حقيقتها ومع ذلك فنحن نؤمن بها.

وأما إذا كان معنى المتشابه: هو أننا لا نعرف معنى الصفة، فلا نعرف معنى الرحمة، ولا معنى القدرة، ولا معنى العلم، ولا معنى الحكمة وغيرها من صفات الله فهذا غلط، بل إن صفات الرحمن نعرف معناها.

وقد قال الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

فالاستواء معلوم المعنى، والمجهول كيفيته، والإيمان به واجب؛ لأن الله أخبر بذلك، والسؤال عن الكيفية بدعة.

وكذلك فالله موجود ومعنى الوجود نحن نعرفه، لكن كيفية الوجود لا نعرفها، بل نجهلها، والله سبحانه وتعالى أيضاً له سمع، ونحن نعرف معناه، لكن كيفية السمع لا نعرفها، ومع ذلك فنحن نؤمن بالمعنى؛ لأن الله خاطبنا باللغة العربية.

فإذا أراد من يقول: إن أسماء الله وصفاته من المتشابه أننا لا نعرف كيفيتها فلا بأس في ذلك، أما إذا أراد أننا لا نعرف معناها فلا، وكثير من الناس يقصدون أنها من المتشابه بمعنى أننا لا نعرف معناها، فلا فرق عندهم بين اسم الله القدير والعليم والخبير والسميع فكلها لا معنى لها، فكأنها كلمة واحدة، وهذا يعود إلى قول الجهمية القدامى الذين كانوا لا يفرقون بين صفة وصفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015