وبمناسبة ما يدور في الكويت حول الانتخابات أؤكد على قضيتين: القضية الأولى: أن كثيراً من الذين يتقدمون لهذا ليسوا أهلاً له، وفي الإسلام لم يكن الناس يتقدمون ويطلبون المناصب، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرد كل من جاء يطلب منصباً، ويقول له: (إنا لا نولي عملنا هذا من طلبه ولا من حرص عليه) وهذه قاعدة في الإسلام.
والديمقراطية التي يتغنى بها المجتمع الأوروبي جعلت الناس يتقاتلون على المناصب، ويبذلون في سبيل ذلك أموالاً طائلة، ويهدرون أوقاتاً كبيرة، وأما في الإسلام فإن الناس يتعففون عن المناصب، فلا يطلبونها ولا يحرصون عليها، فإذا طلبوها وحرصوا عليها كان ذلك نقطة سوداء في تصرفاتهم وفي أعمالهم، وتجعل قيمتهم تنخفض في المجتمع الإسلامي وعند المسلمين.
لكن إذا كان لا بد من أن يتقدم الناس على الطريقة التي يسير الغرب عليها فينبغي ألا يتقدم إلا رجل مؤمن يسير على المنهج الذي يريده الله سبحانه وتعالى، وفق ما يشاء الله عز وجل؛ لتحقيق الخير للإسلام والمسلمين.
ثم هو في تصرفاته وأعماله لا يصدر عنه ما يسوء، فبعض الناس الذين يتقدمون يدعون لأنفسهم ما ليس فيهم باسم الدعاية الانتخابية، مع أنها لا تؤثر، وهذا أمر سيسألهم الله سبحانه وتعالى عنه، فهم يزكون أنفسهم، والله سائلهم عن تزكيتهم لأنفسهم.
وبعضهم يدفعون أموالاً لمن يصوت لهم وينتخبهم، وهذه رشوة، وهذا مال حرام وسحت يدفعونه باطلاً، فسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى عليه.
وتجدهم يغتابون زملاءهم ويحطون من قيمتهم وينشرون فضائحهم وأخبارهم، وهذه غيبة تنافي الخُلُق الإسلامي، وتنافي الأحكام الإسلامية التي ينبغي أن يلتزم بها المسلمون.