الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
ومما ينبغي أيها الإخوة! أن نكون على ذكر إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بفتح باب الجهاد، فتعود الأمة الإسلامية إلى طبيعتها المجاهدة المقاتلة كي تصد أعداءها، وتنفي خبثها، وتحارب الباطل فيها، وتزيل المنكر من ديارها، وحتى يأذن الله بذلك الحين فينبغي على المسلمين أن يربوا أنفسهم على معاني الجهاد، وعلى معاني الإيمان، وأن يعدوا أنفسهم لهذا الطريق، فإعداد النفس ليس بالأمر السهل، ومن لم يعد نفسه لهذا فلن يستطيع إذا ما جاء الوقت وفتح الباب أن يسير في هذه المسيرة؛ لأنه لم يعد نفسه لهذا الطريق.
فعندما فتح الباب لبني إسرائيل في أن يجاهدوا بعث الله لهم ملكاً كما طلبوا، ولكن كثيراً من الذين كانوا يطالبون بالجهاد تخلوا عنه وتركوه، وكذلك بعض المسلمين في مكة كما قال الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء:77] فلما فتح باب الجهاد نكص بعضهم على عقبيه {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} [النساء:77]، فيحتاج المسلمون إلى أن يعدوا أنفسهم، وأن يربوا أنفسهم وأولادهم وبيوتهم على معاني الجهاد، ويأخذوا أنفسهم بذلك ويحذروا، فقد أخبر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أن الذي لا يجاهد ولا يحدث نفسه بالجهاد فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق، فإذا كان الإنسان لا يجاهد ولا يحدث نفسه يوماً بالجهاد فهو إنسان غير مخلص في إسلامه وإيمانه.
اللهم! اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم! أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم! اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب سميع الدعوات.