Q الجماعات الإسلامية كثيرة، وكلها تدعو إلى الإسلام، فإلى أي حد يمكن أن نقبل الخلاف بينهم في مجال العمل الإسلامي؟
صلى الله عليه وسلم الاختلاف لا نستطيع أن نلغيه في عالم البشر، وهناك اختلاف لا نرضاه، وهو الاختلاف الذي سببه البغي والعدوان والكبر، فهذا خلاف مذموم، فالخلاف الذي سببه بغي بعض المسلمين أو إنكار الحق أو الاستكبار عنه؛ لا يقبل بين اثنين من المسلمين، ولا بين جماعتين منهم، وهذا الخلاف سببه البغي واتباع الهوى، فتأتي له بالدليل من الكتاب أو السنة فيرفضه؛ لأن الدليل يخالف رأيه وهواه! يوجد هناك قواعد سارت عليها الأمة الإسلامية على مر التاريخ في عقيدتها وشريعتها ومنهجها، قواعد وأصول معروفة، مثلاً: لا أرضى أن أحد المسلمين يقول: الخمر حلال، فهذه قضية لا يختلف فيها، أو يقول: المرأة يمكن أن تصير خليفة للمسلمين، أيضاً هذا نقبله؛ لأن هذه القضايا هي منهج عند الأمة الإسلامية من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، فما كان المسلمون على غير هذا.
وهناك خلاف يأتي ممن تصدر للفتوى قبل أن تكون له حصيلة علمية، فيتعلم كلمتين ويصبح شيخ الإسلام، يفتي في الطلاق وفي الزواج والحلال والحرام، يقول: يقتل فلان، ويضرب فلان، وهو لم ينل حصيلة من العلم! وهناك الخلاف في الوسائل فمثلاً: أنا أرى أنه يمكن دعوة المسلمين في هذه البلاد بالطريقة الفلانية، كأن أقدم له شريطاً أو كتاباً، والأخ الآخر يرى أنه لابد أن يصحح له الإسلام بنفسه، فأقول: يا أخي! أنت على خير وأنا على خير، وهذا اختلاف تنوع.
وهناك اختلاف بين العلماء في فهم النص، وذلك إذا كان النص غير واضح مثلاً، وهذا اختلاف في نوع من الاجتهاد، وهذا الخلاف لم يكن الصحابة يخافون منه، ولا الأئمة، ولا كان العلماء.