سنة الله في الدعوات أن يكون هناك عداء، ولكن ينبغي للمسلم أن يعرف من يعادي، فتلك قضية مهمة، فإن لم تعرف عدوك عاديت أخاك، وعاديت أباك، وعاديت الذين يحبونك ويريدون لك الخير.
ومن مهمات دعوة السماء أن تعرفنا بأعدائنا، ومن مهمات الدين الذي أنزل من عند الله أن يعرفنا من نحن، ومن نكون، ومن أعداؤنا، حتى يكون حبنا لإخواننا الذين هم على مبدئنا وطريقتنا، والذين يريدون لنا الخير، وحتى يكون بغضنا وسيوفنا ورماحنا وبنادقنا للذين يستحقون ذلك من أعدائنا.
فإذا غابت المعرفة بذلك تلججت بنا الدروب، وأصبحنا حيارى، يعادي الإنسان من ينبغي أن يحبه، ويوالي ويحب من ينبغي عليه أن يكرهه ويعاديه، كما هو واقع في أيامنا.