اعمل لغدك فإنك لا تدري متى يأتي الأجل، وقدم لنفسك؛ فإن هذا الذي يذهب طعاماً وشراباً يزول، وأما ما قدمته لله فيبقى ويدوم، فالصلات التي تقيمها بينك وبين الآخرين على أساس من تقوى الله تدوم وتتصل، كما قال عز وجل: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].
فالمتقون تبقى صلتهم، والصلات الأخرى تتقطع بين البشر، فتتقطع بين العابدين والمعبودين، وبين السادة والأتباع، وبين رجال الفكر الذين يضادون شريعة الله ومن يتبعهم، وبين الفلاسفة وأصحاب المبادئ الضالة ومن يتبعهم، بل يتحول الود والمحبة بينهم إلى خصام وعداء يوم القيامة، فهل تريد أن تعرف أين مكانك في ذلك اليوم؟ اعرض نفسك على كتاب الله؛ فإذا وجدت نفسك منضبطاً مع القرآن، ومع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، تقوم بأوامر الله وتنتهي عن نواهيه، وتعظم ما عظم الله، وتسعى إلى تحقيق ما ندبك الله إليه؛ فأنت على خير، وإلا فصحح المسار، فإنك لا تدري متى يأتي الأجل، وقبل أن تندم حيث لا ينفع الندم.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب سميع الدعوات.