نحن نؤمن بالله تبارك وتعالى رباً وإلهاً وخالقاً وموجداً قديراً يملك كل شيء، فإذا كنا كما يريد سبحانه، فلنحفظه تبارك وتعالى في أمانته عندنا؛ لأن ربنا عز وجل ائتمننا، أي: أوصل إلينا أمانة، وأمرنا بالمحافظة عليها فقال: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ} [الأحزاب:72]، وأمانة الله تبارك وتعالى هي تلك التكاليف التي كلفك الله بها، ومن أجلها أنزل إليك كتاباً وأرسل إليك رسولاً، وأوصل إليك أمانة، والأمانة التي أوصلها إلينا قد تضمنها كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالعقيدة أمانة، والصلاة أمانة، والزكاة أمانة، والحج أمانة، وكلمة الحق تبطل بها باطلاً وتحق بها حقاً أمانة، والبعد عن الذنوب والمعاصي واجتناب حدود الله تبارك وتعالى وحفظها أمانة، والعمل بهذا الكتاب أمانة، وتحكيم شريعة الله عز وجل أمانة وأي أمانة.
فإذا حفظت أمانة الله فإن الله تبارك وتعالى يحفظك، والأمة إذا حفظت أمانة الله عز وجل فإن الله تبارك وتعالى يحفظها، فالصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه يقول: (احفظ الله يحفظك).