إن ما نسمعه اليوم من الذين يتصدون للعمل الإسلامي، بل والعمل عامة من طرح جديد لم نكن نسمعه من قبل، إنما هو بوادر خير، ففي الأحداث الأخيرة في الأسبوع الماضي كان يتردد في لبنان كلمات لم نكن نسمعها من قبل: خيبر خيبر يا يهود، دين محمد سوف يعود، أو كلمات قريبة من هذا.
تذكروا معي فتن (1967م) عندما دخل اليهود القدس، فقد سمعنا من إذاعات دول عربية وغير عربية، وقرأنا في الصحف أن اليهود كانوا ينشدون وهم يدخلون القدس الشريف مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا لثارات خيبر! فهم يقولون: محمد مات وخلف بنات.
كانوا يعرفون القضية ويعرفون الماضي، ويعرفون أنها ليست بينهم وبين القومية العربية، وليست بينهم وبين الاشتراكيين، وليست بينهم وبين الذين يسمون أنفسهم بالوطنيين، إنما هي بينهم وبين الإسلام، فلها جذور عميقة في خيبر، وفي قريظة، وفي النضير، وفي غير ذلك من الوقائع التي خاضها المسلمون، فهم يعلمون أبعاد المعركة ويعلمون أبعاد القضية، ولكننا لم نكن نعلم أو كثير منا لم يكن يعلم أبعاد القضية وجذورها وخطورتها، كثير منا لم يكن يعلم هذا، وهناك من يقول: سنعلنها قومية، ونعلنها اشتراكية، ونعلنها وطنية، وغير ذلك من المبادئ.