ابن حزم شذ في هذه المسألة، ولعل لعيشه الذي عاش فيه وظروفه التي عاش فيها أثر في هذه الفتوى، عاش في نعمة كان وزير، كان في بيت نعمة فأثر فيه هذا.

ونجد الإخوة الوافدين من البلدان الأخرى منذ عقود وهم يسمعون الأغاني علناً من غير نكير، يستمرئون مثل هذه الأمور، وتجد هو في الصف مثلاً في الصلاة وحريص وجاء متقدم، ومع ذلك النغمة الموسيقية من بداية الصلاة إلى نهايتها ولا تسمح نفسه يغلق الجوال؛ لأنه ما في شيء عنده، جاي من بلد الناس كلهم من هذا وأشد، فيستخفون بمثل هذه الأمور، فعلى الإنسان أن يغار لدينه، وهذه أماكن عبادة، يعني إذا كانت الموسيقى محرمة في البراري والقفار فكيف بأماكن العبادة، وتشبيه أماكن العبادة بالكنائس ومعابد المخالفين، هم اللي يصحبون عباداتهم بموسيقى، فعلينا أن نحرص على هذا.

قد يقول .. ، يختلف اثنان في نغمة من النغمات واحد يقول: هذه موسيقى أو هذه ليست موسيقى؛ لأنها قريبة يعني ما هي بعيدة، وإطرابها للنفس يسير، هذه مما تختلف فيها وجهات النظر، لكن لو على سبيل الإشارة على الشخص أو المشورة عليه بأن يغير هذه الموسيقى إلى نغمة لا إشكال فيها.

قد يقول قائل: جاء النهي عن الجرس والملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس كيف يشبه الوحي وهو أفضل شيء بصلصلة الجرس، ((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس)) يشبه المحمود بالمذموم؟ نقول: نعم، التشبيه لا يقتضي المشابهة من كل وجه، والجرس فيه صوت متدارك، وفيه إطراب، فكونه يشبهه في تدارك الصوت، لا يعني أنه يشبهه في الإطراب.

الرؤية، رؤية الباري -جل وعلا- في الجنة شبهت برؤية القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، أو لا تضامون في رؤيته، يعني هل هذا التشبيه من كل وجه؟ تشبيه رؤية برؤية لا مرئي بمرئي، فالتشبيه من وجه دون وجه.

الذين يدخلون الجنة، أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر أو على هيئة القمر هل معنى هذا أنه ما فيهم عيون ولا أنوف ولا ... ؟ ما فيهم أنوف ولا عيون؟ القمر ما فيه، لا، في الإضاءة والنور لا في بقية التفاصيل، فمثل هذا ينتبه له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015