((وإنما العلم بالتعلم))، ((وإنما العلم بالتعلم)) والتفعل المادة هذه وهذا التضعيف يدل على التدريج، التعلم شيئاً فشيئاً، فلا يؤخذ العلم جملة، العلم لا يؤخذ جملة، وإنما يؤخذ بالتدريج، وهو حديث مرفوع .... المتعلم، بالتعلم حديث مرفوع أورده ابن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية بلفظ: ((يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))، ((ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))، والحديث بمجموع جمله إسناده حسن، والجملة الأخيرة: ((ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) مخرج في البخاري وغيره من حديث معاوية، والمراد بالفقه في الدين: الفهم للدين بجميع أبوابه، لا يراد به في هذا الحديث الفقه العرفي عند أهل العلم، الاصطلاحي الذي هو معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية بالأرباع الأربعة المعروفة؛ لأن الفقه العرفي مخصوص بالعبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والمناكحات، والأقضية والجنايات هذا الفقه في عرف أهل العلم، وكثير من الفقهاء لا سيما الشراح يصدرون خطب كتبهم بهذا الحديث: "الحمد لله الذي فقه من شاء بالدين" استدلالاً أو إشارة إلى أن هذا الكتاب موضوعه الفقه، والفقه في الحديث الفقه في الدين أعم من الفقه العملي، بل يتناول ما سماه العلماء: الفقه الأكبر الذي هو العقائد يدخل فيه دخولاً أولياً، والمقصود المراد بالدين هنا بجميع أبوابه، بجميع أبوابه، فالعقائد، الأحكام، المغازي، السير، التفسير، الآداب، الرقاق، الأدعية والأذكار، وغيرها من أبواب الدين التي اشتملت عليها الكتب الجوامع مثل صحيح البخاري، بدليل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال في حديث جبريل لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان قال: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)) فالمراد بالدين بجميع أبوابه وفروعه وأصوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015