ومنهم حملة العرش والكروبيون كما قال -جل وعلا-: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [(7) سورة غافر] {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [(17) سورة الحاقة] وجاء في التفاسير تفسير هذه الآية حديث الأوعال وهو ضعيف عند أهل العلم كما هو مقرر، من الملائكة سياحون يتتبعون مجالس الذكر، يتتبعون مجالس الذكر، وفي الحديث: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) منهم أيضاً من يقف على أبواب الجوامع في الجمعة يكتبون من جاء إلى الجمعة الأول فالأول إلى أن يدخل الإمام، فإذا دخل الإمام طويت الصحف.
ومنهم الموكل بالجبال كما جاء في الحديث الصحيح في السيرة وغيرها، النبي -عليه الصلاة والسلام- لما جاء من عبد يا ليل، بعد أن كذبوه ضاق بذلك صدره -عليه الصلاة والسلام-، فقال له ملك الجبال: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فهنا ملك موكل بالجبال، والله المستعان.
منهم زوار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به، وثبت ذلك في حديث المعراج، وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة، في مقابل الكعبة، لو سقط لوقع عليها، جاء في الأحاديث أن حرمة البيت المعمور في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، ومنهم من لا يعلمه إلا الله -جل وعلا-: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [(31) سورة المدثر] وهناك الحديث المخرج عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد أو قائم، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعداء تجأرون إلى الله)) .. الحديث، وبعض أهل العلم يحسنه بطرقه، ومنهم من يضعفه وهم الأكثر.