ذكرنا كيف يستفيد طالب العلم من هذه الكتب، فالطالب محتاج في مثل هذه، يراجع هذه الأشرطة، أيضاً فيه معالم في طريق الطلب، فيه مفاتيح العلم، في أمور كثيرة، ونسأل الله -جل وعلا- أن يعاملنا بالعفو، نأخذ من هذا، مع أني لا أكتب أنا، فيحصل من هذا تكرار، ويحصل أيضاً ترديد قد يكون مملولاً عند بعض الطلاب؛ لكن بعض الطلاب يحتاج إلى شيء منه.

يقول: من خرج من بلده وعليه حقوق الناس، يعني الفلوس بينهم ثم جاء إلى مكة هنا فحج قبل أن يرد عليهم أموالهم ثم رد عليهم بعد الحج هل حجه جائز؟

نعم حجه صحيح، وعليه الإثم بحجه وهو مدين، ولم يستأذن من دائنيه، فإذا وفىّ لهم حقوقهم برئت ذمته وحجه صحيح، وعليه أن يستحلهم، لا سيما إذا كانت الديون حالة عندما حج.

مما يشجع طالب العلم، ويجعله يتجاوز بعض العوائق، ويجعله ينشط في الطلب، ما ضربه أهل العلم من أروع الأمثلة في البذل، إذا كان شيوخ كبار السن يبذلون ليل نهار، والآن يوجد نماذج من أهل العلم من عنده أربعة دروس في اليوم، ووجد في المتقدمين من كان عنده من الدروس اثنا عشر درس، وذكروا في ترجمة الطيبي شارح (المشكاة) أنه يجلس بعد صلاة الصبح لتفسير القرآن إلى أن تزول الشمس، جلسة واحدة مع طلابه، فإذا زالت الشمس تجهز لصلاة الظهر، ثم جلس ينتظر الصلاة، فإذا سلم شرع في شرح البخاري إلى أن يؤذن العصر، ثم يصلي العصر، ثم يجلس إلى المغرب لكتاب ثالث وهكذا.

احنا نستكثر أن نأتي إلى درس يحتاج إلى خمس دقائق، عشر دقائق، والدرس ما يصفو منه ساعة في اليوم، العلم لا يستطاع براحة الجسم، كما قال يحيى بن أبي كثير فيما سقناه وشرحناه، وذكرنا مناسبته عند الإمام مسلم في الدرس الماضي.

يقول: إننا عند مطالعتنا لكتب العلماء يتكرر معنا قولهم: "إن هذا النص أو هذا الحديث خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015