أيضاً مما يشار به على الأطباء أن ييسروا هذا العلم لمن احتاجه بتأليف مؤلفات مبسطة، فيها مبادئ هذا العلم يستفيد منه كل من يقرأ ويكتب، بذكر بعض الأمراض المنتشرة بين الناس، وذكر أعراضها، وما ينفع فيها من الأدوية والأغذية، وما لا ينفع بل يضر فإذا وجدت هذه الأمراض وذكرت أعراضها بأسلوب سهل يفهمه عادي الناس، وذكر ما ينفع في علاجه من الأغذية وما يضر استعماله من الأغذية بالنسبة لهذا المرض، وكذلك الأدوية التي ليست لها آثار جانبية على أن يربطوا في مثل هذا المجال بالأطباء، وألا يستغنوا بهذه الكتب، لأن الإنسان قد يستعمل الشيء على غير وجهه، بل يحرص أن يكون مثل هذه الكتب سهلة ميسرة تفيد الناس وتعينهم؛ لأن ما كل الناس يستطيع أن يبذل الأموال من أجل العلاج، تعرفون الآن العلاج مرتفع القيمة، كثير من الناس الذين دخلهم متوسط وعوائلهم كبيرة، لا يستطيعون أن يغطوا ما يحتاجون إليه من علاج وما تحتاج إليه أسرهم، فمثل هذه الكتب تيسر، الكتب قليلة في المكتبات، نعم موجودة لكنها قليلة، وبعضها كتب قديماً، يعني من سنين، من خمسين من ستين سنة، تغير كثير من النظريات الطبية، وبعضها إذا وجد شيء حديث لكن باهض القيمة، أنا وجدت في مجلد واحد مكتوب عليه 120 ريال، لطبيبة ألفته في بعض الأدوية والأغذية والأمراض، فهذا باهض الثمن يعني لو كان كتاباً شرعياً كان بعشرة ريالات، فكيف يكون بهذه القيمة؟ لا بد من التيسير على أمور الناس، والأطباء لا يجعلون الناس يلجؤون إلى كتب الطب القديم، إذا ما وجد الإنسان شيء ميسر مبسط يفيده في هذا المجال، لا بد أن يبحث عن أي كتاب في الطب يستفيد منه، القانون لابن سيناء، كان معول الأطباء الشعبيين عليه، والنووي -رحمه الله تعالى- يقول: جرى في خاطري أن أنظر في كتب الطب، فاقتنيت كتاب القانون لابن سيناء، يقول: فأظلم قلبي، وصرت لا أستطيع الحفظ، ولا أفهم كلام العلماء، فأخرجت الكتاب، فعاد إلي ما كنت أعهده من نفسي، نعم، صاحب الكتاب معروف وضعه في ميزان الشرع، يعني ملحد زنديق، بكل صراحة، ما يحتاج إلى أن نجامل في هذا الباب، يعني لو نقرأ كلام شيخ الإسلام وابن القيم وغيره فيما يتعلق به وجدنا أنه ضال، نسأل