يقول ابن عبد البر -رحمه الله-: كفى شرفاً للصوم أن أضافه الله -جل وعلا- إلى نفسه ((الصوم لي، وأنا أجزي به)) ولذا قال جمعٌ من أهل العلم: أنه لا تدخله المقاصة، كيف لا تدخله المقاصة؟ حديث المفلس الذي تعدى شره وضرره إلى الناس يأخذون من حسناته، إلا الصيام لا تدخله مقاصة، ولذا يقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: ((الصوم لي)) يعني ليس لأحدٍ فيه شركة، ومن جهة أخرى الصوم لا شك أنه سر بين العبد وبين ربه، ما الذي يمنع الصائم من أن يدخل غرفته ويتناول كأساً من الماء؟ ما الذي يمنع أن يدخل غرفته الخاصة به ويغلق على نفسه، وقد وسع الله على الناس، كل غرفة من غرف الناس اليوم فيها ثلاجة، وفيها كل ما يتطلبه الإنسان، فيتناول ما يشاء؟ لكن ملكته المراقبة، التي ولدها الصيام تمنعه من ذلك، وهي التقوى التي ذيلت بها آية الصيام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [(183) سورة البقرة] هذه التقوى، تتقي الله -جل وعلا- في السر والعلن، أمام الناس لا تأكل، وأيضاً إذا خلوت بنفسك لا تأكل ولا تشرب، ولا تزاول مفطراً، والله المستعان.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015