يعني حينما يقول بعض المبتدعة ممن يعطل الأسباب ويقول: إن الأسباب وجودها مثل عدمها، قال بعض الأشعرية: أنه يجوز للأعمى وهو في الصين أن يرى بقة الأندلس، يعني هذا مثال يمكن يضحك المجانين، فضلاً عن كونه يضحك العقلاء، يعني أعمى، رجل أعمى لا يرى يديه أعمى بالصين في أقصى المشرق يمكن أن يرى البق، الحب، الواحدة من البق، البقة صغار البعوض وهو في الأندلس، كيف؟ الذين قالوا هذا الكلام ترى ليسوا يعني أناس عادين، يعني أعطوا من الذكاء شيء لا يخفى على البال، عباقرة، لكن الذكاء وحده لا يكفي، بل لا بد من الزكاء، كما قال شيخ الإسلام في الحموية: "أعطوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً "، لكن لو جعلوا القرآن والسنة قائدهم انتهت هذه المشكلة، لكنهم استرسلوا في أمور لا يمكن الوصول إليها بمجرد العقل، بمجرد الذكاء، فتاهوا وضلوا، وأصيبوا بالحيرة، حتى رجع بعضهم في آخر عمره إلى أن يتمنى أن لو كان على عقيدة العجائز، وهنا يقول: أضحكوا العقلاء، أقول: أضحكوا المجانين أحياناً، لو تقول لمجنون شوف هذا الأعمى ذا ترى يشوف اللي وين؟ اللي بمكة، كان يضحك عليك، وهو مجنون، ولهذا يذكر السلف في عقائدهم أن الجنة والنار مخلوقتان ويذكر من صنف في المقالات أن هذه المقال، مقالة أهل السنة والحديث قاطبة لا يختلفون في هذا، ثم نقل كلاماً طويلاً لأبي الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين عرض فيها لكثير من مسائل الاعتقاد وفيه قال: "ويقرون أن الجنة والنار مخلوقتان".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015