أكرر ما ذكرته سابقاً أن على الإنسان أن يحفظ أوقاته ويعمرها بذكر الله -جل وعلا- وتلاوة كتابه والعبادات ويحرص يعني في غير الاعتكاف على النفع العام والخاص، سلف هذه الأمة وثبت عن مالك وغيره أنهم كانوا يعطلون دروسهم، إقراء الحديث يعطل في رمضان، يعطل في رمضان؛ لأن رمضان كما أنه شهر الصيام والقيام هو شهر القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [(185) سورة البقرة] فعلى طالب العلم أن يحرص على قراءة القرآن، وأن يقرأ منه في كل يوم من أيام رمضان أكبر قدر يستطيع؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها، يعني أقل تقدير الختمة فيها ثلاثة ملايين حسنة هذا أقل تقدير، يعني على ما عرف من خلاف بين أهل العلم في المراد بالحرف، هل هو حرف المبنى أو حرف المعنى؟ لكن ثقتنا بفضل الله -جل وعلا- أن المراد به حرف المبنى لا حرف المعنى، فأقل تقدير في الختمة الواحدة ثلاثة ملايين حسنة يعني إذا جلس الإنسان من صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس يستطيع أن يقرأ القرآن في سبع، إذا أضاف إلى ذلك الظهر مثلاً يقرأ نصف ساعة، والعصر مثل، يقرأ القرآن في ثلاث من غير تعب، ومن غير تضييع للمصالح، فإذا كانت القراءة على الوجه المأمور به بالتدبر والترتيل ترتبت عليها آثار.
شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: "قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلب من اليقين والإيمان والطمأنينة وراحة البال ما لا يدركه إلا من فعله" وابن القيم -رحمه الله- يقول:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ