الله -جل وعلا-، خاطب كل نبي باسمه، فقال: {يَا آدَمُ اسْكُنْ} [(35) سورة البقرة]، و {يَا نُوحُ} [(32) سورة هود]، و {يَا إِبْرَاهِيم} [(76) سورة هود]، و {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} [(144) سورة الأعراف]، و {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ} [(26) سورة ص]، و {يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [(110) سورة المائدة]، و {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ} [(7) سورة مريم]، و {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [(12) سورة مريم]، نادى الأنبياء بأسمائهم، ولم يخاطب النبي -عليه الصلاة والسلام- بالاسم، تعظيماً له، بل قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [(64) سورة الأنفال]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} [(41) سورة المائدة]، فلما ذكر اسمه للتعريف قرنه بذكر الرسالة، فقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [(144) سورة آل عمران]، {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} [(29) سورة الفتح]، فإذا ذكر باسمه المجرد قرن بما يدل على منزلته من الرسالة والنبوة، وقرن الله -جل وعلا- اسمه باسمه -عليه الصلاة والسلام-، فقال: {وَأَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} [(92) سورة المائدة]، وقال: {وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} [(71) سورة التوبة]، وقال: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ} [(59) سورة النساء]، وقال: {وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ} [(74) سورة التوبة]، {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [(57) سورة الأحزاب]، وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ} [(63) سورة التوبة]، قال: {وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ} [(29) سورة التوبة]، ولذا جاء في الحديث من حديث أبي سعيد الخدري في تفسير قول الله -جل وعلا-: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [(4) سورة الشرح]، جاء في التفسير عن مجاهد أنه قال: "لا أذكر إلا ذكرت معي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وعن قتادة: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [(4) سورة الشرح]، رفع الله ذكره في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015