ولا شك أن هذه معصية من المعاصي قد يؤاخذ بها وإن كان من حقوق العباد، وهي أشد من الحقوق، حقوق الله -جل وعلا- لأنها مبنية على المشاحاة، وقد يرضي الله -جل وعلا- خصمه، فيقوم هذا الرضا بمقابل هذه الخصومة، وهذه المظلمة، ويتجاوز الله -جل وعلا- عن الظالم، وإن كانت حقوق العباد في الجملة مبنية على المشاحاة.

هل صحيح -يا شيخ- بأن السادة هم سقاة الناس على الحوض؟

جاء في الخبر ما يدل على أن الحوض في أركانه الأربعة الخلفاء الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فمن أبغض أبا بكر لن يشرب من قبل أبي بكر، ولن يشرب من قبل عمر، ولن يشرب من قبل عثمان، ولن يشرب من قبل علي؛ لأن ما بينهم من التواد والاتفاق والتطابق في ما يعبر عنه بوجهات النظر يعني همهم واحد، ودينهم واحد، وقدوتهم واحد، ولا يمكن أن يأتي من يسب أبا بكر ويكون أثيراً عند عمر، البتة، ولا يمكن أن يكون أثيراً عند عثمان ولا علي، فهؤلاء الخلفاء الأربعة هم الذين ورد ما ورد من الخبر في أنهم على زوايا الحوض يذودون الناس الذين يحودون عن الجادة، فلا يمكنونهم من الشرب، وأما غيرهم فلم يرد فيه شيء.

التكملة في الجزء الثاني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015