إكرام الضيف أيضاً من أعمال الإيمان ومن خصاله، ولذا جاء في هذا الحديث: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)) فليكرم: اللام لام الأمر، والأصل في الأمر الوجوب، فيجب إكرام الضيف على خلاف بين أهل العلم إذا كان الضيف في بلد فيه فنادق وفيه مطاعم، يعني ليس بمضطر إليك، هل يصل إلى حد الوجوب بحيث يأثم لو لم يكرمه؟ وخلافاً بينهم هل الضيف يشمل المسلم والكافر أو هذا خاص بين المسلمين؟ المسألة خلافية بين أهل العلم، منهم من يرى أن هذا خاص بين المسلمين بدليل أن النفقة الواجبة لا تلزم للقريب الكافر فضلاً عن الإطعام الذي هو في أصله مستحب.
الإكرام للضيف إنما هو جائزته، اليوم الأول، اليوم الأول ضيافته واجبة، ضيافة الضيف في اليوم الأول واجبة، وفي اليوم الثاني والثالث مستحبة، فإكرامه ثلاثة أيام مطلوب، داخل في هذا الحديث الوجوب، كما جاء في بعض النصوص لليلة الأولى، ثم بعد ذلك الثانية والثالثة على سبيل الاستحباب، وما عدا ذلك فهو فضل، ما عدا ما بعد الثلاثة الأيام فهو فضل.
وإكرام الضيف خصلة محمودة بلا شك، والكرم من الخصال التي جاء الحث عليها والتنفير والتحذير من ضدها من البخل والشح.