العلماء يتكلمون في الناس وهم بحاجة إلى الكلام في الناس، القاضي لا بد أن يحضر لديه الشهود، ويعدلون ويجرحون، هذا فيه هذا لا بد منه، العلماء بحاجة إلى تعديل الرواة وجرحهم، بل هذا أمر واجب، العالم عليه أن يقول: فلان كذاب، فلان متهم بالكذب، فلان فاسق، هذا لا بد منه، من أجل إيش؟ أن تقبل روايته أو ترد، والقضاة بحاجة إلى مثل هذا لكي يقبلوا شهادة هؤلاء الشهود أو يردوها، فمثل هذا الكلام مستثنى لا يدخل فيما حرم من أعراض المسلمين، ويبقى أن الكلام في الأعراض الأصل فيه المنع، وجوازه على خلاف الأصل فيقتصر منه على قدر الحاجة {لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [(148) سورة النساء] و ((مطل الغني ظلم، يبيح عرضه وعقوبته)) يعني إذا كان لك دين على زيد من الناس فجئت له فقال: غداً إن شاء الله، جئت من الغد قال: يوم الجمعة، جئت يوم الجمعة قال: آخر الشهر، جئت آخر الشهر، قال: والله جاء رمضان، إلى متى؟ هذا مطل، وهو لي الواجد وهذا ظالم أباح الشرع عرضه وعقوبته.

أما بالنسبة للعقوبة يعزره ولي الأمر إذا رفع أمره، وأما بالنسبة لعرضه فأباح منه الشرع قدر الحاجة، لك أن تقول: والله فلان ظلمني، فلان مطلني، لكن لا تقول: الفاعل التارك اللي ... ، تزيد على قدر الحاجة، وهذا كله داخل في الجملة الأولى من الحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015