يقول السائل: فضيلة الشيخ هل وجد من الغربيين ممن كان على الإسلام أو من لم يكن على هذا الدين من له رحلة إلى بيت الله الحرام؟
أما من لم يكن على هذا الدين فإنه لا يمكن من الدخول؛ لأنه لا يجوز تمكينه من دخول البيت الحرام، {فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [(28) سورة التوبة]، لا يجوز لهم أن يدخلوا، كما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- في أيامه الأخيرة وفي مرضه الذي مات فيه أمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والحديث متفق عليه.
المقصود أن غير المسلمين إلا إن تظاهر بالإسلام وادعى ذلك وتسمى به، قبل أن تضبط الأمور بالجوازات والمنافذ فيمكن، وقد وجد منهم من تظاهر بالإسلام وهو في الحقيقة يتجسس، بل وجد منهم من أمَّ الناس في الصلاة بدعوى أنه مسلم، فإذا كان بهذه الهيئة أو بهذه الصفة فالإمكان قائم، لكن لا نعرف أحداً منهم حج البيت وكتب رحلة، وأما من كان مسلماً فمنهم من حج البيت بلا شك، وأما كتابتهم فلم يقع في يدي شيء منها.
أثابكم الله.
يقول: ألا تلاحظون يا فضيلة الشيخ أن كثيراً من الذين ذكرتموهم ممن لهم رحلات إلى الحج أنهم من المغاربة، فأين حظ المشارقة من ذلك؟
أقول: نصيب المشارقة أولاً ما كتب في الحج بالنسبة لمن حج من أهل العلم شيء يسير، قليل من أهل العلم من دون، والذي وصلنا من المكتوب أقل من القليل، الأقل من هذا القليل.
والمشارقة لهم نصيبهم، منهم الرحالة من الهند، ومنهم الرحالة من العراق، ومنهم جهات المشرق كلها، وما من عالم إلا وقد حج، لكن المطبوع منها شيء يسير، من ذلك رحلة الصديق إلى البيت العتيق، الذي هي رحلة الشيخ/ صديق حسن خان، ومثل ما قدمت في مقدمة المحاضرة أو الدرس أن كتبي في حكم المعدومة؛ لأنها مركوم بعضها على بعض، ولم يتيسر لي أن أقف من الرحلات إلا القدر الذي سمعتم، وشيء أيضاً كلامه عن الحج شيء يسير، بعض الرحلات تجدها في مجلد، لكن ما تكلم عن مكة والمدينة إلا في ورقة أو ورقتين، مثل هذا لا يستحق أن يذكر في الرحلات إلى الحج، وهذا كثير من الرحلات على هذا المنوال، والذين أولوا الحرمين الشريفين العناية التامة هم من أتينا برحلاتهم ومن ذكرناهم، نعم.