موالاة الكفار هي التقرب إليهم، وإظهار الود لهم، بالأقوال والأفعال والنوايا.
ومن صور موالاة الكفار في هذا الزمان: أن يرضى بعض أهل الإسلام أن يستبدل بدار الإسلام دار الكفر، ويترك البلاد المسلمة الطيبة، التي أهلها مسلمون في الجملة، فيستبدل بالبلدة المسلمة بلدة كافرة، حيث لا يسمع فيها أذاناً ولا قرآناً، ويصبح ويمسي على المنكرات بالليل والنهار، وينشأ أولاده في الروضة وفي المدرسة والشارع بين قوم كفار، يتطبعون بطبائعهم ويتخلقون بأخلاقهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) رواه أبو داود والترمذي.
ومن مظاهر موالاة الكفار في هذا الزمان: أن بعض المسلمين يخجل من بعض شعائر الإسلام، سواء كانت متعلقة بالجهاد أو بنظام الأسرة أو بقضايا المرأة أو بحقوق غير المسلمين أو غير ذلك، فيحاول أن يتهرب ويتبرأ منها أو لربما يتقول على الله بغير علم فيقول: هذا التشريع ليس من الإسلام! ومن مظاهر موالاة الكفار في هذا الزمان: التشبه بهم، جاء في الحديث الذي رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم).
قال عبد الله بن عتبة رضي الله عنه: ليتق أحدكم ربه أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر.
قال محمد بن سيرين رحمه الله: فظنناه يريد هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة:51]، وفي سورة النساء قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء:144]، وهناك سنتعرض هذه الصور بالتفصيل إن شاء الله.