خامساً: العبد لا يؤم الناس، وهذا عند المالكية.
وفي زماننا هذا لا يوجد عبيد، لكن لو فرض بأن وجد سبيل شرعي للرق فقدر الله أن عبداً فقيهاً تقدم ليصلي بالناس، فعلى العين والرأس.
والذي يدل على إمامة العبد، حديث ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون فنزلوا العصبة - موضع بقباء- قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآناً، وكان فيهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي رواه البخاري.
فـ عمر بن الخطاب العدوي شريف وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي كريم وكلاهما قرشيان، وتقدم عليهما للصلاة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما؛ لأنه كان أكثرهم قرآناً، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خذوا القرآن من أربعة) وعد من بينهم سالماً رضي الله عنه.
فالعبد يصلي بالناس؛ لأنه ثبت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سالماً كان يصلي بالناس، فلذلك سيدنا عمر قال: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته -أي كنت سأجعله خليفة- فإذا سألني ربي قلت له: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) وسالم هذا ممن رفعهم الله بالقرآن.