تفسير قوله تعالى: (يحسب أن ماله أخلده)

قال الله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة:3].

أي: يحسب هذا المسكين أن ماله سيضمن له الخلود في الدنيا، والبقاء فيها بقاء سرمدياً، كما قال الشقي الأول: {مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} [الكهف:35 - 36]، فيظن أن لا موت ولا قيامة، وهذا حال بعض الناس، حتى يبلغ به الحال -نسأل الله العافية- إلى أن يبخل بحق الله في الزكاة المفروضة، فلا يخرجها، ولذلك ثبت في سنن النسائي من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها إلا إذا كان يوم القيامة مثل له شجاع أقرع يطوقه في عنقه، يقول له: أنا مالك أنا كنزك وتلا: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180]).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015