تفسير قوله تعالى: (وما أدراك ما ليلة القدر)

قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:2].

هذا استفهام للتفخيم والتعظيم، قال الفراء وسفيان بن عيينة: كلما كان في القرآن (وما أدراك) فقد أدراه، وما كان في القرآن (وما يدريك) فلم يدره.

يعني: ذكرت جملة (وما يدريك) في القرآن ثلاث مرات: الأولى: قول الله عز وجل في الأحزاب: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63].

الثانية: قوله في الشورى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى:17].

الثالثة: قوله في سورة عبس: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس:3].

(وما أدراك) وردت في عشرة مواضع، كلها في المفصَّل في قصار السور: الأول: قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة:1 - 3].

الثاني: قوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر:26 - 27].

الثالث: قول الله عز وجل في سورة المرسلات: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} [المرسلات:13 - 14].

الرابع والخامس: قول الله عز وجل في سورة الانفطار: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار:17 - 18].

السادس والسابع: قوله تعالى في المطففين: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} [المطففين:8]، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} [المطففين:19].

الثامن: قول الله عز وجل: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} [البلد:11 - 12].

التاسع: قول الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة:3].

العاشر: قوله هنا في سورة القدر: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:2]، كل هذه أخبر الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم وأدراه بها.

فالسؤال للتفخيم: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:2] أي: هل عرفت خبرها؟ وهل أتاك نبؤها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015