تفسير قوله تعالى: (أرأيت إن كان على الهدى)

قال الله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} [العلق:11 - 12]، يعني: يا أبا جهل افترض أن محمداً صلى الله عليه وسلم على الهدى ويأمر بالتقوى، فما شأنك به؟ دعه.

قال الله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق:13] أي: إن كذب بقلبه وتولى عن العمل بجوارحه.

وقال سبحانه: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14] أي: يا أبا جهل يا طاغية يا من تجبرت وبغيت واستعليت أما علمت أن الله مطلع عليك، سامع لمقولتك، وأنه جل جلاله سينتقم منك.

قال عز وجل: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق:15]، السفع: الجذب بشدة، وقيل: السفع تعريض الوجه لحر الشمس حتى يسود، وقيل: السفع الضرب، وكله حاصل يوم القيامة.

قوله: ((لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ)) خصت الناصية بالذكر؛ لأن العرب إذا أرادوا إذلال شخص وإهانته أخذوا بناصيته.

قال تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق:16]، من باب إطلاق الجزء مع إرادة الكل، كما في قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد:1] فما تبت يداه وحدها وإنما تب وهلك كله، لكن هذا باب من إطلاق الجزء مع إرادة الكل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015