وأنا قلت لكم لولا أنني قدمت محاضرة السمو بسلسلة القمم لأهل الهمم لأكثرتُ من الأدب؛ لكن كلا الطريقين تُوصِل بإذن الله إلى رضوان الله متى حسنت النية، يقول المتنبي:
لا يدرك المجد إلا سيدٌ فطنٌ لما يشق على السادات فعَّالُ
لولا المشقة ساد الناسُ كلهمُ الجود يفقر والإقدام قتاَّلُ
إن طريق السمو فيه مشقة وأول السمو يبدأ عندنا بصلاة الفجر، فمن لا يحضر صلاة الفجر فليس من أهل السمو ولا المعالي ولو زُفَّت له الدنيا، وصفقت له البنود، وهتفت له الجنود، وارتفعت عليه الأعلام، وسُدِّدت أمامه السهام.
أبداً أبداً تبدأ رحلتنا من صلاة الفجر، انطلاقتنا الكبرى من صلاة الفجر من تكبيرة الإحرام، من حديث جندب بن عبد الله البجلي في صحيح مسلم: {من صلَّى الفجر فهو في ذمة الله، فالله الله لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من طلبه أدركه، ومن أدركه كبَّه على وجهه في النار}.
مِن المحراب ننطلقُ وللخيرات نستبق
مِن صلاة الفجر، مَن لا يصلي الفجر جماعة بلا عذر شرعي فلا تظنه من أهل السعادة والسمو إلا أن يشاء الله.