المعنى الإجمالي لحديث بناء الكعبة

يقول عليه الصلاة والسلام لما قالت له عائشة رضي الله عنها وأرضاها: يا رسول! هل الجدار هذا من الكعبة؟ قال: نعم، قالت: فلماذا لم يدخل بالكعبة؟ قال: إن قومك -أي: قريش الكافرة- وهذا فيه جواز إطلاق القوم الوثنيين في النسبة، أن تقول للمسلم: قومك ولو كانوا مشركين، والله يقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ} [هود:25] وقال في صالح: إلى قومه، وقال في هود: إلى قومه، فسَّماهم أقواماً لهم بنسبة العنصر والنسب لا بنسبة الديانة والخلق والعقيدة.

قال: {إن قومك قصرت بهم النفقة} ما وجدوا مالاً ليدخلوا هذا الجدار في الكعبة، قالت: فلماذا الباب مرتفع؟ أما ترى باب الكعبة كيف ارتفع إلى أعلى؟

قال عليه الصلاة والسلام: فعل ذلك قومك عمداً، ليدخلوا من شاءوا ويتركوا من شاءوا.

كيف يدخلوا من شاءوا؟

الآن لا يدخل الكعبة إلا بسلم فكان يجتمع أربعون لا يمكن أن يدخل غيرهم من أهل الرأي والمشورة المسنين منهم، فإذا دخل واحد ليس من أهل الندوة أو أهل الرأي، ضربوه في صدره فيقع على قفاه، وأما بني هاشم فيدخلون ولو كانوا صغاراً؛ فإنهم الأسرة المجيدة، القوية وأسرة الريادة، وأما غيرهم فلا يدخل إلا الكبار.

فقال صلى الله عليه وسلم: {ولولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، فأخاف أن تنكر قلوبهم، أن يدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض} أي: لفعلت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015