من هذه المقالة وهذه الخطبة نأخذ دروساً:
أولها: أن الإسلام معك وأنت في بطن أمك، حتى تدخل الجنة أو تدخل النار.
ثانيها: أنك لست متروكاً هملاً ولا سدى، بل إنه وحي من الله لا ترفع خطوة ولا تنام ولا تستيقظ ولا تأكل ولا تشرب ولا تتحدث إلا والوحي معك: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].
ثالثها: أن الذي لا يضبط حركاته ولا سكناته مع الوحي، فهو سفيه قد سفه نفسه، وهذا الرجل الذي لا يتجه إلى الرسالة الخالدة.
رابعها: أننا لسنا في حاجة لأي مبدأ، أو أي قانون، أو رسالة أو أطروحة غير رسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
فإما حياة نظَّم الوحي سيرها وإلا فموت لا يسر الأعاديا
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
أيها المسلمون! فلنعد إلى القرآن والسنة، ولنستهد بهدى الله الذي أُرسل به عليه الصلاة والسلام، فإن كل قلبٍ ملعون إلا قلباً أشرقت عليه شمس الرسالة، وكل أرض مغضوب عليها إلا أرضاً رأت شمس هذا الدين، ومن اعتقد أنه سوف يهتدي بهدى غير هدى الله الذي أُرسل به محمد عليه الصلاة والسلام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
أيها الناس! صلوا وسلموا على رسول الهداية ومعلم البشرية، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم ارض عن أصحابه الأطهار، وعن المهاجرين والأنصار، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين!
اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميره، واخذله يا رب العالمين!
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح سرائرنا وظواهرنا وبيوتنا وشبابنا يا رب العالمين!
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.