يقول عليه الصلاة والسلام: {نسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته} والسبب أن آدم عليه السلام نثر الله ذريته أمامه كصورة الذر، فرأى داود عليه السلام وهو يزهو أمامه كالدر، قال: يا رب! من هذا؟ قال: ابنك داود، قال: كم عمره؟ قال: ستون سنة، قال: يا رب! زده من عمري أربعين، فزاده الله: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39] فلما حضرت آدم الوفاة عجل الله وفاته قبل أربعين، قال: يا رب! بقي من عمري أربعين، قال: قد أعطيتها ابنك داود، فجحد آدم ذلك، قال: فنسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته، {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [طه:114 - 116] ولكن أمام نسيان الإنسان وجحود الإنسان يخرج الله له كتاباً منذ أن أتت به أمه إلى أن مات، اقرأ كتابك ولا يقرؤه غيره، يستوي الأمي والمتعلم والجامعي والتاجر والفلاح وراعي الغنم كلهم يقرءون، قال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء:14].
فيقرأ الإنسان: يوم كذا فعلت كذا وكذا، ويوم كذا قلت كذا وكذا، فيطوي الإنسان كتابه ويقول: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:49].