إن في الأمة نفاقاً اعتقادياً ونفاقاً عملياً، في الأمة الإسلامية؛ أمة المليار الذي هززنا به العالم وخوفنا به إسرائيل، وزلزلناها، وإسرائيل مليونان ونحن مليار، هذا المليار فيه منافقون نفاقاً اعتقادياً، يكفرون برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستهزئون بمبادئه، ويستهزئون بـ (لا إله إلا الله) ويستهزئون بالطواف والصلاة والحجر الأسود، هؤلاء يفعلون في الأمة فعل النار في الهشيم، وهم أقدر على الأمة من العدو الخارجي؛ لأنهم يكونون خطاً داخلياً ضارباً من الخلف والوراء، وهم يلدغون في وقت الغفوة والغفلة.
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم
الذي يقول: الدنيا لم ترَ النور منذ أن وضع الهاشمي عليها رداءه؛ فمن هو الهاشمي؟ ومن هو القائل؟ القائل: معروف لديكم، والهاشمي هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي أطلق النور وأوصل لا إله إلا الله إلى العقل، والذي حرر البلدان من رق العبودية إلى الإسلام، أيصفه بهذا؟!
هذا نفاق تعيشه الأمة، ولا يزال الإنسان يسمع بين الفينة والأخرى من يشكك في المعتقد والرسالة.
وأما النفاق العملي فحدث ولا حرج، الأمة فيها من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وترجو النصر لهذه الأمة والخلافة في الأرض! بل أصبحت هذه مناهج عند بعض الناس، يكيف عليها حياته، ويسمونها كذبة إبليس، يكذب قطاع هائل من الموظفين والمسئولين والأساتذة من أجل هذه الكذبة، وبعضهم يمزح كذباً ويقول: كذبة بيضاء وهي تسود وجوههم، فليس هناك كذب أبيض ولا أسود، الله أمر بالصدق، وبالنصح والوفاء بالعهد، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ثلاث من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف} وفي الحديث الآخر: {وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر} فهي خمس خصال نعوذ بالله منها، وهي من عوامل الهزيمة، ويوم تتكمن في أمة فإنها لا تستحق النصر، وتكون متخلفة، ومتوعدة بجيش عرمرم يسحقها ويفنيها، لأنها لم تؤد الأمانة ولا قامت بالاتصال به سبحانه وتعالى، ولا قامت بالخلافة التي أرادها الله لها في الأرض.
أسأل الله أن ينصرنا، وأن يعيدنا إليه، وأن يثبت أقدامنا، ومن أراد بنا سوءاً فأسأل الله أن يشغله بنفسه، وأن يجعل تدميره في تدبيره.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، ولا مفرطين، ولا مضيعين، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.